الهمة يُمثل الملك في منتدى الاستثمار الصيني الافريقي بالرباط
زنقة 20 . وكالات
بدأت اليوم (الثلاثاء) في الرباط أعمال منتدى الاستثمار الصيني الافريقي، الذي يعقد على مدى يومين بمشاركة نحو 250 من الفاعلين الاقتصاديين ورجال الأعمال والسياسيين من الصين وإفريقيا والمغرب حول موضوع "الشراكة والاستثمار بين الصين وإفريقيا".
حضر الجلسة الافتتاحية للملتقى مستشار العاهل المغربي فؤاد عالي الهمة، والوزيرة المغربية المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون امبركة بوعيدة وسفير الصين بالرباط سون شو جونغ.
كما حضرها عدد من مديري كبريات الشركات المغربية من قبيل ، مصطفى التراب مدير المكتب الشريف للفوسفات وحسن بوهمو المدير العام لمجموعة الشركة الوطنية للاستثمار القابضة، وعبد السلام أحيزون رئيس اتصالات المغرب، ومحمد بنشعبون رئيس البنك الشعبي ومحمد الكتاني رئيس مجموعة "التجاري وفا بنك"،إضافة إلى وزراء ومسؤولين مغاربة وفاعلين من جمهورية الصين الشعبية.
وأكدت امبركة بوعيدة، ضرورة تشجيع قيام شراكات ثنائية فعالة بين المغرب والصين وإفريقيا ، مبرزة أن المغرب يهدف، في المقام الأول، إلى تعزيز أسس تنمية بشرية واقتصادية مستدامة في مستوى المؤهلات والفرص والثروات التي تزخر بها القارة الإفريقية.
وأضافت أن المغرب لن يدخر جهدا من أجل إعداد نموذج جديد للتعاون جنوب - جنوب والذي يمر نجاحه عبر انخراط الفاعلين الاقتصاديين وعقد شراكات مربحة بين القطاعين العام والخاص.
وأعربت عن اعتقادها بأن "بلدا عربيا وإفريقيا ومتوسطيا كالمغرب يحظى بمكانة مميزة باعتباره إطارا للاستثمار والتصدير، لاسيما تجاه إفريقيا، وعملاقا آسيويا يملك دراية ويعتبر الشريك التجاري الأول لإفريقيا، من شأنهما أن يشكلا قاطرة فعالة في خدمة علاقة ثلاثية متميزة تربط إفريقيا في إطار مقاربة رابح - رابح".
من جهته ، قال سفير الصين بالمغرب سون شو جونغ إن إفريقيا أضحت شريكا لا غنى عنه بالنسبة لجميع الدول على مستوى العالم وقطبا مهما للنمو الاقتصادي والسياسة الدولية.
وأضاف أنه "إذا استثمرت مؤهلاتها والمزايا التي تتوفر إليها، فإنه بإمكان القارة الإفريقية، التي تعرف منذ القرن الجديد نموا متسارعا، تعزيز مبادلاتها مع شركائها في إطار تعاون مربح للطرفين".
وأشار إلى أن حجم الرواج التجاري بين الصين وإفريقيا فاق خلال سنة 2013 عتبة 200 مليار دولار، في الوقت الذي بلغ حجم الاستثمارات المباشرة الصينية بإفريقيا، خلال نفس السنة، 25 مليار دولار.
وفي كلمة بالمناسبة دعا الرئيس المدير العام لمجموعة البنك المغربي للتجارة الخارجية عثمان بنجلون، وهو أول بنك عربي وإفريقي يفتتح مكتبا تمثيليا في بكين في عام 2002، إلى إرساء تحالف صيني مغربي إفريقي من أجل تنمية إفريقيا.
ولفت الى ان القارة باتت تتطلع لمواصلة تحديث بنياتها التحتية وتطوير قطاعها الزراعي واستقطاب صناعات تحويلية فوق أراضيها والاستفادة من نقل المعرفة الأجنبية علاوة على تقوية وتعزيز قدرات رأسمالها البشري الفتي.
وأضاف بنجلون ان هذا اللقاء يشكل فرصة للتقارب بين الصين، التي تعتبر ثاني قوة اقتصادية في العالم، وإفريقيا القارة الغنية بثرواتها والقطب الصاعد سياسيا وتنمويا.
وأبرز أن المغرب يشكل أرضية ملائمة بالنسبة للمستثمرين الصينيين، من أجل الانفتاح على الأسواق الإفريقية والاستثمار فيها سواء تعلق الأمر بالقطاعات الصناعية أو الخدمات أو بصفة عامة من أجل نقل المعرفة والخبرة الصينية نحو بلدان القارة.
وأشار بنجلون إلى أن الصين عملت على تطوير وتنمية التجارة في القارة الإفريقية خاصة من خلال تخصيص منح أو قروض لعدد من بلدان القارة، كما أنها حرصت على توسيع مجال التعاون ليشمل قطاعات أوسع علاوة على اهتمامها بالجانب التنموي في إفريقيا.
وسجل أن الصين باتت اليوم الشريك التجاري الأول لإفريقيا وأحد أهم مصادر تدفق الاستثمارات الأجنبية على بلدان القارة، حيث يستأثر هذا البلد بنحو 200 مليار دولار من المبادلات مع بلدان القارة وهو ما يمثل زيادة ب 20 مرة خلال 12 سنة، ويتوفر على 3 مليار دولار من الاستثمارات المباشرة.
وشدد على أن هذه الأرقام والمؤشرات تسجل نموا مطردا عاما بعد عام.
من جهته ، أكد مصطفى التراب، المدير العام للمجمع الشريف للفوسفات،أن الصين والمغرب لديهما نظرة مشتركة للقارة الإفريقية، مشيرا الى أن البلدين لا يعتبران افريقيا منطقة لاستخراج المواد الأولية لكن يتعاملان مع القارة الافريقية باعتبارها منطقة للاستثمار، وفق مبدأ الربح المشترك لجميع الأطراف.