الصين تبحث عن موطأ قدم لها في سوق الطاقات المتجددة بالمغرب
زنقة 20 . شينخوا
فتح المنتدى الاقتصادي المغربي الصيني، الذي انعقد في نوفمبر الماضي ببكين، آفاقا واعدة للتعاون بين البلدين في مجالات متنوعة، حيث توجه بالتوقيع على نحو 30 اتفاقية تعاون تغطي قطاعات اقتصادية مختلفة، مثل الطاقة والمعادن والسياحة والقطاع المالي والبنكي وصناعة السيارات والبنيات التحتية.
وتفعيلا لمضامين هذه الاتفاقيات، يقوم وفد من المستثمرين الصينيين، يقوده رئيس مجموعة "شانغهاي إليكتريك"، هوانغ دينان بزيارة عمل للمملكة المغربية حاليا يبحث خلالها مع مسئولين مغاربة فرص الاستثمار المتاحة بالمملكة في مجال الطاقات المتجددة.
وفي أولى مباحثات الوفد الصيني التقى مساء أول أمس (الأربعاء) بالرباط مع عبد القادر عمارة، وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة المغربي، الذي أكد سعي حكومة بلاده لجذب مستثمرين من الصين في مجال الطاقات المتجددة التي أطلقت بشأنها المملكة استراتيجية طموحة.
وقال عمارة، في تصريح صحفي عقب المباحثات، إن الموقع المتميز الذي يحتله المغرب في مجال الطاقات المتجددة يثير اهتمام الصين، التي تعتزم بحث فرص الاستثمار التي تتيحها المملكة في المجال.
ورصد المغرب 36 مليار دولار من الاستثمارات خلال السنوات العشر المقبلة لقطاع الطاقات، وهو ما يجعله سوقا واعدة للمجموعة الصينية التي اطلعت على المخطط الوطني في مجال الطاقات المتجددة.
وأشار الوزير المغربي إلى أن الوزارة "دعت مجموعة (شانغهاي إليكتريك) لإحداث تمثيلية لها في المغرب من أجل التواصل مع الوزارة بهدف استعراض برامج في إنتاج الطاقة من الرياح والشمسية والحرارية بشكل مستفيض"، مبرزا أن وجود المجموعة على الأرض سيتيح لها، من جهة، تقييم السوق المغربية، ومن جهة أخرى، الأسواق الإقليمية، لاسيما في دول إفريقيا جنوب الصحراء.
من جهته، أعرب هوانغ دينان عن ارتياحه للعلاقات المتميزة التي ما فتئت تجمع المغرب والصين، معبرا عن رغبة مجموعته في الاستقرار بالمغرب بغية بحث فرص التعاون في المجال الكهربائي، الذي تعد المجموعة إحدى رواده على المستوى العالمي.
وأضاف أن "الأمر يتعلق بزيارة لاكتشاف السوق المغربية" في أفق إيجاد موطئ قدم داخل الصناعة الكهربائية، ولكن أيضا من خلال الانتاج الذي يمر عبر طلبات العروض الدولية، مبرزا أن الوفد الصيني عقد لقاءات مع مسئولي المكتب الوطني للكهرباء من أجل بحث فرص الاستثمار في مجال الكهرباء.
وتعد مجموعة (شانغهاي إليكتريك)، المتخصصة في تصميم وصناعة وبيع المنتجات بما في ذلك تجهيزات الانتاج الكهربائي وحماية البيئة، شركة متعددة الجنسية يتجاوز رقم معاملتها 15 مليار دولار.
واتخذ المغرب منذ العام 2011 قرارا استراتيجيا بإدماج الطاقات المتجددة ضمن خطط وبرنامج إنتاج الطاقة الكهربائية، وهو ما جعل العديد من الدول والهيئات والمنظمات تنظر بكثير من الإعجاب إلى التجربة المغربية في هذا المجال.
وتسعى الاستراتيجية المغربية في مجال الطاقة إلى تقليص التبعية المطلقة للخارج في مجال التزود بالطاقة وتخفيف هذه التبعية بنحو 14 بالمائة سنة 2020.
ويتوفر المغرب بحسب مؤشرات لوزارة الطاقة على مكامن شمسية تناهز 6,5 كيلواط ساعة في المتر المربع في اليوم، ومكمن ريحي يصل إلى 25 ألف ميغاواط على اليابسة و250 ألف ميغاواط في عرض البحر، بالإضافة إلى الإمكانيات الكهربائية حيث تبلغ القدرة المنشأة حاليا 1770 ميغاواط.
وكانت مجموعة (مينغ يانغ) الاستثمارية الصينية في مجال الطاقة المتجددة، قد وقعت من جهتها اتفاقية مع وزارة الطاقة المغربية ستمكن من تطوير إنتاج تجهيزات ومشاريع الطاقة الشمسية الصينية بالمغرب، لفائدة السوق المحلية والدولية.
وستتيح هذه الاتفاقية المجال لشراكة بعيدة الأمد بين البلدين في مجال التنقيب والاستغلال المعدني والنفطي.
ويعد المغرب الشريك التجاري الثاني للصين في إفريقيا، فيما تمثل الصين الشريك التجاري الرابع للمملكة، ففي العام 2013 بلغ حجم المبادلات التجارية بين البلدين مستوى قياسيا ب 3,69 مليار دولار، أي بزيادة بنسبة 4,8 في المائة مقارنة بالسنة التي قبلها. وقد صدرت الصين إلى المغرب ما قيمته 3,13 مليار دولار (زائد 29 في المائة)، فيما لم تتجاوز وارداتها 558 مليون دولار (زائد 17 في المائة.)
وتتمثل الصادرات الصينية إلى المغرب أساسا في منتجات النسيج والتجهيزات المنزلية والصناعية والشاي، فيما يمثل الفوسفات والمنتجات البحرية أهم المنتجات المغربية المصدرة إلى الصين.