عادل أربعي

avatar

هنا أمريكا ...

عادل أربعي أكتب الافتتاحية وأنا معلق بين السماء والأرض باحد فنادق مدينة "شيكاغو" الامريكية، البلد الدي كان المغرب أول بلد يعترف له بالاستقلال. أكتب وأنا أحدث نفسي عن أن بلدي المغرب قام على الأقل بشيء مهم ما في "حياته" وهو أن التاريخ سجل له "التربع" على لائحة البلدان التي اعترفت باستقلال الولايات المتحدة. الولايات المتحدة ليس أي بلد أخر، بلد عملاق اعترف له المغرب باستقلاله لكن للأسف دَخْل مدينة أمريكية من حجم شيكاغو مثلاً يُضاعف أو يزيد دخل المغرب كبلد، فمنذ ما عُرف باستقلال المغرب عن فرنسا ونحن لانزال حديقة الاليزي الأولى خارج باريس ولا نتقدم خطوة للأمام الا لنعود خطوتين الى الخلف. فأمريكا تقدمت بتنوعها الاثني والعرقي كما اعترف لي أحد المهاجرين الايطاليين، طبعاً فالبلد احتاج الهجرة للبناء بعدما تخلص من الاستعمار ثم أصبح ينتقي من يصلح للهجرة للبقاء عالياً. لقد كانت "كوريا الجنوبية" البلد الأسيوي الأول الدي مد يده لأمريكا الصناعية وفتح أبوابه أمام مهارة الصناعة الأمريكية ليجعل منها مشروع رأسمال "مارشال" أحد أكبر اقتصاديات أسيا والعالم حالياً. ما العائق في أن يقوم المغرب مثلاً باستيراد التكنولوجيا الأمريكية مباشرة بدل استيراد نفس التكنولوجيا "مُفرنسة" من المستعمر السابق/الحالي وبأضعاف الأثمنة ؟ ما يمنع المغرب مثلاً في أن يجعل شركات وكبرى عمالقة المقاولات الأمريكية وبرامج التعليم تلج المغرب ويتخد من نجاحاتها نمودجاً ؟ ما الدي يجعل المغرب "يستسلم" للشركات الفرنسية التي أفلست، وتتخد من بلادنا "غرفة انعاش وانتعاش" ؟ من دا الدي يستطيع نفي كون فرنسا تعتبر المغاربة مجرد "مُستهلكين" سُدج بل أحياناً أنصاف أدميين أمام قنصلياتها وفوق أراضيها، بل لا تعترف حتى بحكوماتنا المتعاقبة، والمخاطب لديها يبقى الملك وحده لا شريك له. ما المانع في أن نطرد شركات فرنسا المُفلسة والتي لم تجلب للمغرب غير الديون المتراكمة والفوائد المكبلة ؟ كل هذا ليس بالصعب طبعاً، لكنه مستحيل أمام من يعتبر فرنسا "راعي أمن المغرب و مُساند قضاياه و المدافع عنه في المحافل الدولية" وهو في حقيقة الأمر دفاع عن مصالح فرنسا أولاً وأخيراً.








0 تعليق ل هنا أمريكا ...

أضف تعليق

البحث في الأرشيف

البحث بالتاريخ
البحث بالصنيفات
البحث في الموقع

البوم : صور